ذكر ان معاويه بن ابى سفيان جلس ذات يوم بمجلس كان له بدمشق على قارعة الطريق, فأذا
برجل يمشى اليه مسرعا فى يوما شديد الحر, فقال والله ان كان مظلوما لانصرنه وان كان
فقيرا لاغنينه, فاقبل اليه الرجل وسلم عليه وانشد يقول معاويه ياذا العلم والحلم
والفضل وياذا الندى والجودى والنايل الجزل اتيتك لما ضاق في الارض مذهبى فياغيث
لاتقطع رجائى من العدل فلما فرغ من شعر ه قال أضنك تشتكى احدا من عمالنا قال نعم
وهو أبن عمك مروان بن الحكم ,فقد كانت لي ابنت عما كنت مولعا بحبها وتزوجتها فمرت
بى سنينا عجاف بعد زواجنا فاجبرنى ابيها عى طلاقها فتخاصمنا الى مروان أبن الحكم
فلما راها واعجب بها قال طلقها فقلت لا ثم أمر بردى الي السجن ثم اتى بى من الغد
فقال طلقها فقلت لا ثم قال لخدامه على بسيف والنطع ثم قال لئن لم تطلق لافرقن بين
راسك وجسدك فخشيت على نفسي وطلقتها طلاق السنه, ثم بعد أن أنقضت عدتها تزوجها
مروان, وكان يامير المومنين هوالخصم والحكم, ثم خر مغشيا عليه فقال انصفنى يامير
المومنين فقال معاويه أعتدى مروان ضرار فى حد من حدود الله ثم ارسل معاويه رسوله
بكتابا يقول فيه وليتك , ويحك أمرا لست تحكمه فاستغفرالله من فعل أمرى زانى قد كنت
عندى ذاعقل وذا أدب مع القراطيس تمثالا وفرقان حتى اتانا الفتى العذارى منتحبا
يشكوالينا ببث وأحزانى أعطى الاله يمينا لا اكفرها حقا, وابرا من دينى وديانى أن
أنت خالفتنى فيما كتبت به لاجعلنك لحما بين عقبانى طلق سعا د وعجلها مجهزة مع
الكميت ومع نصر بن ذبيانى ثم اتى الكتاب مروان وماكان منه الا ان طلقها وارسلها كما
امره , فلما اتت معاويه اعجب بفصاحتها وجمالها فقال لابن عمها افيك سلو عنها, فقال
صرت يامير المومنين كالمستجير من الرمضاء بالنار,فقال معاويه ساعطيك خمسا من
الجوارىمع كل جاريه الف درهم , وخز وحرير,فقال لاريد غيرها,فقال أذن نخيرها بينى
وبينك وبين مروان,فايهم تختار تكون له, فخيروها فقالت لاريد غير ابن عمي, فجهزهم
معاويه بعشرة الاف وذهب العذاري ببنت عمه